الاثنين، 8 مارس 2010

حقيقة التلفزيون

ورد خبر في ملحق الأسرة - التابع لجريدة الثورة-، العدد (292)، السبت (2/1/2010م) - نقلاً عن صحيفة البيان- أنه وبينما كانت زوجة تونسية منشغلة بمشاهدة التلفزيون، ومتابعة مسلسل عاصي التركي، سقط ابنها الصغير الذي تركته يلهو في بهو المنزل حتى لا يزعجها، فأصيب بجروح طفيفة.
ولم ينتهي الخبر عند هذه الحادثة، بل ذُكر أن هذه المرأة تركت طعام الغداء يحترق فوق الموقد، وفوق ذلك، لم تنتبه لعودة زوجها من العمل، ولا لبكاء طفلها عند سقوطه.
فلم يتمالك الزوج نفسه، فأمسكها من شعرها، وانهال عليها بالضرب، ثم قام بتهشيم جهاز التلفزيون، وأقسم بمنعها من مشاهدة أي مسلسل مستقبلاً، بل وأقسم ألا يقوم بشراء جهاز جديد.
ما جاء في الخبر صورة لما يشهده الواقع من مآسي ومشاكل جراء مشاهدة التلفزيون، فقد تسبب في حدوث العديد من المشاكل الأسرية، والأخلاقية، وارتفاع في نسبة الجريمة، والعنف.
ونشهد العديد من الدراسات العلمية التي تحذر من الأضرار التي تسببها مشاهدة التلفزيون في نواحي عدة:( ثقافية، ونفسية، واجتماعية،وفسيولوجية -عضوية-).
وتؤكد هذه الدراسات أن الأطفال هم أكثر الفئات المتضررة من مشاهدة التلفزيون، باعتبارهم الحلقة الأضعف في المجتمع، فالطفل لا يمكنه انتقاء ما يشاهده، بل يقْبَل كل ما يراه، ويحاكيه في واقعه.
ومن المشاكل التي تسببها مشاهدة التلفزيون- كما أفادت الدراسات-: الجمود، والانعزال، والتأخر اللغوي، واضطرابات في النوم، وضعف في التركيز والانتباه،و... .
ما سبق، لا يعني أن الحل يكمن في مقاطعة التلفزيون، فالاعتراف واجب بأن للتلفزيون فوائد كثيرة، حيث يعتبر مصدر من مصادر الحصول على المعلومة، ووسيلة للتثقيف، والتوعية، ونشر الأخبار، ووسيلة للترفيه والتسلية للكبار والصغار.
والأضرار الناتجة عن مشاهدة التلفزيون تعود في السبب الرئيس إلى سوء استخدامه؛ فالتلفزيون يشبه السكين - كما شبهه أحد المحاضرين في برنامج بثته إحدى المحطات العربية-
حيث قال: " إن السكين يمكن استخدامها لتقشير برتقالة لذيذة، ويمكن استخدامها لإزهاق روح بريئة، ولا ينسب الفضل لها في الحالة الأولى، ولا يكون الأثم عليها في الحالة الثانية، بل الفضل أو الأثم يعود إلى اليد التي تستخدمها ".
ولتلافي المشاكل الناتجة عن سوء استخدام التلفزيون، يمكن إتباع الخطوات التالية:
- وضع جدول بأسماء البرامج المفيدة والنافعة لأفراد الأسرة، وأسماء القنوات التي تُبث منها تلك البرامج، ومواعيد بثها.
- اختيار الأوقات المناسبة لمشاهدة التلف زيون، ويُراعى أن لا تزيد نسبة المشاهدة عن ساعتين يومياً – خاصة للصغار- بل وللكبار حتى يكونوا قدوة لأطفالهم.
- الالتزام بالابتعاد عن شاشة التلفزيون بمسافة (3) أمتار.
-وضع برامج (عائلية، وثقافية، ورياضية) لشغل وقت الأطفال في برامج مفيدة، مثل: زيارة الأقارب والأصدقاء، والقيام برحلات، وزيارة المكتبة، أو قراءة الكتب في البيت، وزراعة الأشجار في حديقة المنزل، وغيرها من البرامج المفيدة.
- مشاركة الكبار في مشاهدة برامج الصغار، وذلك لمعرفة طبيعة ما يشاهدونه، ومن ثم الاستفادة في توجيههم التوجيه السليم نحو السلوكيات المرغوبة.

ليست هناك تعليقات: